النائب السابق د نزيه منصور❗ ❗️sadawilaya❗
فجأة ومن دون مقدمات، حضر ياسر عباس ابن أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية، وعلى مرأى من وسائل الإعلام، ليعلن عن تسليم سلاح حركة فتح إلى الجيش اللبناني بحضور ممثل المنظمة ابو عرب، مما أثار موجة من التساؤلات وردات الفعل بين مؤيد ومعارض وآخر ساخر متهماً كل من السلطة والحكومة، واعتبار ما حصل هو مجرد بروباغندا تهدف إلى إعطاء قرارات الحكومة الجدية وتنفيذ ما تقرر ومن دون أي تردد، وأنها ستكمل عملية سحب سلاح المخيمات بصرف النظر عن حامليه، سواء من جماعة منظمة التحرير أو من خارجها من الفصائل الفلسطينية غير المنضمة إليها سواء حما.س أو الجها.د وغيرها...!
هذا الحدث دفع بفرقة (طبّل له وزمّر له) لاقتناص الفرصة وشن حملة على سلاح العزة والكرامة وسلاح التحرير الذي هزم العدو في ٢٥ أيار ٢٠٠٠ فاندحر يجر ذيله بين ساقيه خوفاً وراجياً عدم ملاحقته. في الجهة المقابلة في خطب الجمعة، أجمع معظم الخطباء من المسلمين بجناحيه السني والشيعي على التمسك أكثر من أي وقت مضى بهذا السلاح ورفض قرار الحكومة ودعوتها إلى العودة عن قرارها، خاصة بعد تسريب رد العدو على الورقة الأميركية بانتزاع أربع عشرة قرية وبلدة على طول الحدود اللبنانية ومنع إعادة إعمارها وعودة أهلها إليها، وبلغت اللهجة أن العدو لا يفهم إلا لغة القوة وأن الوعود الأميركية لا يمكن الرهان عليها وهي مجرد وعود عرقوبية تعتمد الكذب والمماطلة أسوة بالاعرابي عرقوب وأخيه...!
ينهض مما تقدم، أن عملية سحب السلاح الفلسطيني سواء كان جدياً أو صورياً أمر له حيثياته وتفاصيله الخاصة والعامة ومدى فعاليته في الصراع مع العدو وانقسام فلسطيني فلسطيني بين السلطة والمعارضة من جهة والحكومة من جهة أخرى، ولا يمكن مقارنته بسلاح المقا.ومة في لبنان الذي شكّل درعاً واقياً وحصناً للبنان والورقة الوحيدة في الصراع مع العدو، وعلى الحكومة أن تستفيد منها في ظل اختلال موازين القوى في المنطقة واستفراد لبنان وفرض شروط العدو عليه ومنحه هبة نزع السلاح يشكل انتحاراً سياسياً وعسكرياً والعودة إلى ١٧ أيار المشؤوم الذي أسقط من قبل الشعب اللبناني بقواه الذاتية وقسّم الجيش اللبناني إلى فريقين، وخشية العودة إلى ذاك الزمن الأسود، على الجميع كيانات سياسية وحكومة اعتماد قاعدة جيش وشعب ومقا.ومة التي حصّنت البلد على مدى ربع قرن من الزمن والعمل على دعم الجيش حتى يصبح قادراً على تحصين لبنان والحؤول دون الاعتداء عليه، لا تركه أعزل ومستضعف يتصدق عليه بمئة دولار لكل فرد منه أو تمنينه بآليات عسكرية مرّ عليها الزمن وأكل الدهر عليها وشرب...!
وعليه تثار تساؤلات عدة منها :
١- هل فعلاً تسليم السلاح مجرد عملية صورية؟
٢- هل سيصار إلى سحب السلاح من كل الفصائل وكل المخيمات ؟
٣- لماذا ارتفعت أصوات فرقة (طبّل له وزمّر له) وورد أمر اليوم؟
٤- هل الحكومة اللبنانية قادرة على تحرير النقاط المحتلة بقواها الذاتية وما موقفها من شرط العدو احتلال ١٤ قرية وبلدة؟